كلنا كذابون!
كلنا نكذب 00 لكننا نملك قدره على أن نرى كذب الآخرين أكثر من رؤية كذبنا 0 عادي 0 فهذه
فطره بشريه أن يرى الإنسان سلبيات وأخطاء غيره أكثر من رؤية لنواقصه0
كلنا وبشكل يومي نعايش صورا من الكذب 0 نجلس أمام شخص يحدثنا ونحن
نتحدث من الداخل ونصف ما يقول ونعرف أن هذا الجزء كذب 0 أحيانا نسميه مبالغه والمبالغة تسميه أخرى للكذب ,
هو عدم قول الحقيقة كما هي 0 وكثيرا ما نسمع شخصين يتحدثان ,ونحن نتفرج أو نسمع هذا الحوار ونعرف أن واحدا يكذب على الأخر 0
نحن كذالك في برنامجنا اليومي نسال كثيرا ولا نقول كل شيء بصدق 0 من يجرؤ حين يسأله رئيسه
(ما رأيك فيما فعلت ؟) أن يقول لرئيسه (ما فعلته خطا)0
قد يرى البعض أن هذه (كذبه بيضاء) أو (حيله بقاء ) 0
سمها ما تشاء فهي في النهاية كذبه 0
الآن مساحه الكذب زادت في حياتنا باسم اللباقة و الدبلوماسية و الاتيكيت 0 فمثلا لو
سألتك صديقتك عن رأيك في فستانها ,شعرها , خطيبها أو حتى سيارتها الجديدة
00 معظمنا في مثل هذه المواقف لا يقول الحقيقة نحن لا نقول الحقيقة لأننا نخشى الخسران 00 الخسران هذه
الصديقة أو خسران سمعه اللباقة ,وان كنا ندعي مراعاة الأخر وإحساسه 0
هنا نجد أنفسنا أمام الحاجة لاتخاذ قرار : أما أن نكون صادقين مع الآخر أو نراعي احساسه0 معظمنا يتخذ
القرار الثاني 0
كثيرون يلقون كره الصدق على الآخرين 0(خلي غيري يخبرها أن لون شعرها سيء ) وبعضنا يرى إن أمر الكذب عادي , فكل إنسان يتعلم من أخطائه 00(هي ستدرك من نفسها إن شعرها لونه سيء )
باختصار التحضر واللباقة خلقا منا في هذا العصر كذابين 0 والمسالة فيها منطق حسابي, فنحن حين نوضع في موقف ما نحسبها يصرعه 00(ماذا سأخسر لو قلت الصدق ؟)وبذالك قد لا تخبر رئيسك برأيك في عمله أو شيء يخصه 0 لكن وفي الوقت ذاته يمكن أن تخبر السكرتيرة بان شعرها مضحك لأنك لن تخسر شيئا 0 أذا نحن أكثر صدقا مع الضعفاء وأكثر كذبا مع الأقوياء وذوي السلطه0
كلنا نكذب 00 ولو جاز لنا رصيد كذبنا عدم قول الحقيقة خلال يوم واحد لذهلنا بكم الكذب ,وذهلنا بقدرتنا على الكذب 0 خذ عندك هذا البرنامج اليومي ودون فيه كل تفاعل وكن صادقا مع نفسك بخصوص كذبك ستجد نفسك تكذب على الزملاء على شرطي المرور , على موظف تحت إمرتك ,رأيك في ملابس زوجتك ,وعودك لأطفالك 0
لا باس بذالك فأنت لست مجرما مدموغا بالكذب ,أنت إنسان عادى يمارس كذبا ابيض0