في دفترِه ،
رسمَ الولدُ غزالَه
وحشائشَ خضراءَ حواليها ،
وسماءً زرْقاءَ ،
وخضَّرَ بالفرشاةِ
شجراً يرمي فوقَ الأرضِ
ظلالَه.
رسمَ الولدُ غَزالَه
يتناولُ ثدييها رئمانِ ،
ومرعىً ممتداً من أٌصى العمْرِ
إلى أقصى الصفحه
تنسابُ الخُضْرةُ فيه ،
وسحاباً في رُكْنِ اللوحه
تصبغُه الشمسُ بهاله
تتبدّى في لونِ الدّمْ.
رسمَ الولدُ غَزالَه
يتناولُ ثدييها طفلاها ،
دَعَكَ الولدُ الفرشاةَ
وألقاها ،
فوقَ الشمسِ المتبدِّيةِ بلونِ
الدّمْ
ساحَ اللونُ على اللوحه
وانسكبَ على جنباتِ الصفحه
صارتْ كلُّ اللوحةِ حمراءَ ،
بلونِ الدّمْ
صارَ الدّمُّ ظلالَ الشجرِ ،
ولونَ السُّحُبِ ،
ورائحةَ العُشْبِ النديانه
قذفَ الولدُ اللوحةَ ،
صارتْ حجَراً ،
قذفَ الحجرَ ،
وكان الصيادُ المترقّبُ ،
ينصبُ في الأفْقِ نِبالَه.
فاختلجتْ قُبّرةٌ ،
امتشقتْ خارطةَ الوطنِ المنسيّةَ ،
ثم رمتْها في صدر الصيادِ
فصرعتْهُ!!!
صار الحجرُ مزيجاً
من ألوان :
الأحمرِ ،
والأخضرِ ،
والأبيضِ ،
والأسودْ
رفعَ الولدُ الحجرَ ،
فصارَ الرّايه
قرأ كتابَ الزمنِ المنسيِّ ،
وتهجّأ :
فاءٌ ،
لامٌ ،
سينٌ ،
طاءٌ ،
ياءٌ ،
نـــــــــــــــــــــــــــــــــــونْ.
والحجرِ ، وما يرمونْ
ستصيرُ بلادي مِلْكي ،
ويعودُ ليَ الزمنُ المكنونْ.
صارتْ كلُّ فلسطسن : اللوحه
وارتدّ الصيادُ إلى هاويةِ الموتْ